تعتبر الرقية الشرعية وسيلة فعّالة لعلاج العديد من الأمراض الروحية مثل السحر، المس، العين، والحسد. قدّم العديد من العلماء والمشايخ نصوصاً وأدعية مستمدة من الكتاب والسنة لعلاج هذه الحالات، ومن بينهم الشيخ سعود الفايز الذي اشتهر برقيته الشرعية الشاملة. في هذا المقال، سنستعرض الرقية الشرعية التي يقدمها الشيخ سعود الفايز، مستندين إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
تعريف الرقية الشرعية
الرقية الشرعية هي أدعية وآيات من القرآن الكريم تُقرأ بغرض الشفاء والحماية من الأمراض الروحية والجسدية. تعتمد الرقية الشرعية على الإيمان الكامل بالله والالتزام بتعاليم الإسلام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك” (رواه مسلم).
الأدعية النبوية
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق: تُكرر ثلاث مرات.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم: تُكرر ثلاث مرات.
- اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما: تُكرر ثلاث مرات.
مكونات رقية الشيخ سعود الفايز
آيات من القرآن الكريم
سورة الفاتحة
تُعتبر سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم، ولها دور كبير في الرقية الشرعية. تُقرأ سورة الفاتحة سبع مرات.
قال الله تعالى:
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ” (سورة الفاتحة: 1-7).
آية الكرسي
تُعتبر آية الكرسي من أهم الآيات في الرقية الشرعية. تُقرأ آية الكرسي ثلاث مرات.
قال الله تعالى:
“اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” (سورة البقرة: 255).
سورة البقرة
تشمل هذه السورة العديد من الآيات التي تُستخدم في الرقية الشرعية. تُقرأ الآيات 1-5، 102، 255-257، 284-286.
قال الله تعالى:
“الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون
من الآيات المهمة الأخرى في سورة البقرة التي تُستخدم في الرقية الشرعية:
قال الله تعالى:
“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (سورة البقرة: 102).
“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (سورة البقرة: 285-286).
سورة آل عمران
تشمل الآيات 1-3، 18، 26-27، 85 من سورة آل عمران.
قال الله تعالى:
“اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَان
سورة الإخلاص والمعوذتين
تُعتبر سور الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس) من السور الأساسية في الرقية الشرعية، ويُوصى بقراءتها ثلاث مرات في الصباح والمساء.
قال الله تعالى:
“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ” (سورة الإخلاص: 1-4).
“قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (سورة الفلق: 1-5).
“قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَـٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ” (سورة الناس: 1-6).
الأحاديث النبوية في الرقية الشرعية
لقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بالرقية الشرعية، ومن أهمها:
حديث جبريل عليه السلام
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها” (رواه البخاري ومسلم).
حديث الرقية من العين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا” (رواه مسلم).
خطوات الرقية الشرعية
- النية الصادقة: يجب أن تكون نية الراقي والمريض خالصة لله تعالى، والاعتماد الكامل على الله في الشفاء.
- الوضوء: يُستحب أن يكون الراقي والمريض على وضوء.
- قراءة الآيات والأدعية: يُقرأ ما ورد من الآيات القرآنية والأدعية النبوية بصوت مسموع.
- النفث: يُنفث الراقي في يديه بعد قراءة الآيات ويمسح بهما جسد المريض، أو ينفث على الماء ويشربه المريض.
- التكرار: تكرار الرقية عدة مرات حسب الحاجة والإحساس بالتأثير.
أهمية الرقية الشرعية
تتميز الرقية الشرعية بأنها وسيلة فعّالة لعلاج الأمراض الروحية والجسدية، وتُعزز الإيمان والاتصال بالله. تُعد الرقية الشرعية سنة نبوية ثابتة، ويجب أن تُمارس بطريقة صحيحة وبنية خالصة لله تعالى.
تُعتبر الرقية الشرعية وسيلة للحماية والشفاء من الأمراض الروحية مثل السحر، العين، والمس. من المهم أن تكون الرقية مستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن تُمارس بإيمان وخشوع. إن اتباع الرقية الشرعية كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم يضمن تحقيق النفع والحماية بإذن الله.